في موسم المرح والعطلات أفضل أفلام الكريسماس لعام 2019

أفلام الكريسماس رغم تشابهها كثيرًا في الأزياء والألوان ومشهد الثلوج المتكرر إلا أنها ورغم هذا كله تملك سحرها الخاص حيث يجتمع حولها أفراد العائلة منتظرين ما تحمله لنا من قيم اجتماعية وأسرية وربما إنسانية.

في هذه القائمة جمعت لكم أراجيك أهم أفلام الكريسماس التي أنتجت في العام 2019، نتمنى لكم مشاهدة ممتعة في عشية عيد الميلاد 🙂 .

Noelle

بدأت خدمة البث المباشر الجديدة من ديزني مع فيلم مميز من أفلام عيد الميلاد، حيث تدور قصة هذا الفيلم حول الشابة "نويل كرينغل"، ابنة "سانتا" والشخصية الوحيدة التي تبدو عقلانية في القطب الشمالي.

تكون "نويل" دائمًا هي الداعمة والمشجعة لشقيقها "نيك" الذي يتوجب عليه أن يأخذ مهمة والده بأن يستمر في التقاليد العائلية المتمثلة في تقديم الهدايا للأطفال الجيدين حول العالم، إلا أن "نيك" يختفي قبل عيد الميلاد مباشرة وبعد اختفائه تنطلق "نويل" في رحلة كوميدية -ولكنها وبشكل ما تدور أيضًا حول حقيقة عيد الميلاد- للعثور على أخيها المفقود.

الفيلم من كتابة وإخراج: مارك لورنس.

ومن بطولة: آنا كيندريك، شيرلي ماكلين وبيل هادر.

Last Christmas

لا يبدو أن هناك شيئًا واحدًا يسير على ما يرام مع الشابة "كيت" بل إنها تنخرط أكثر وأكثر في المزيد من القرارات السيئة، ربما أحدها أنها تعمل في متجر للكريسماس وهذا لا يتوافق مع أهم أحلامها بأن تصبح مغنية مشهورة.

لكن الأمور سرعان ما تتغير إلى الأفضل عندما تقابل الشاب الوسيم "توم" في هذا الوقت من السنة وفي المتجر الذي تعمل فيه. تأخذ الأمور منعطفًا جديدًا في حياتها ويتحول الانجذاب بين "كيت" و"توم" إلى أكبر هدية قد تقدمها لها عشية عيد الميلاد على الإطلاق.

الفيلم من كتابة: جورج مايكل، ومن إخراج: بول فيغ.

من بطولة: ماديسون إنغولدسبي، إيما تومبسون وبوريس إيساكوفيتش.

Klaus

بعد أن يصنف "جيسبر" نفسه بأنه أسوأ طالب في أكاديمية البريد، يتم تعينه في جزيرة مجمدة على القطب الشمالي حيث السكان هناك بالكاد يتبادلون الكلمات الودية ناهيك عن الخطابات المكتوبة.

يكون "جيسبر" على وشك الاستسلام حتى يتعرف على كلاوس وهو نجار غامض يعيش بمفرده في مقصورة مليئة بالألعاب المصنوعة يدويًا. تحيي هذه الصداقة الغريبة والجديدة الكثير في روح ساعي البريد وتعطى درسًا للجميع بأن فعل الخير مهما كان بسيطًا يؤدي دائمًا إلى انطلاقه أخرى حتى في أشد الأماكن جمودًا وبعدًا.

سيناريو: زاك لويس، اخراج: سيرجيو بابلوس ، كارلوس مارتينيز لوبيز.

من بطولة: جيسون شوارتزمان ، جيه كيه سيمونز ، رشيدة جونز.

أقرأ أيضًا: عن قطع الشتاء السحريّة، أغاني رأس السنة والكريسماس!

A Christmas Recipe For Romance

تقرر مالكة أحد النزل التاريخية المشاركة في أحدى مسابقات الطبخ المرموقة للفوز بما يكفي من المال لتجديد عملها وللحصول على دعاية مجانية وإنقاذ هذا المشروع العائلي من الانهيار والإفلاس، إلا أنها طاهية سيئة للغاية وليس لديها الوقت الكافي للاستعداد لذلك تقوم بتوظيف طاه مشهور ليقدم لها يد المساعدة في اجتياز المسابقة، لكن الأمر لا يتوقف عند الطهي فقط حيث يتحول إلى قصة عاطفية.

من كتابة وإخراج: ماركو دوفيميا.

من بطولة: مادلين ليون، سيباستيان ساكو، بيغي كالفيرت.

A Cinderella Story: Christmas Wish

يدور الفيلم حول الجميلة والموهوبة "كات" التي تتميز بقدرتها على تأدية الأغاني وتأليفها وبالرغم من أحلامها الكبيرة إلا أنها تملك مشاكل أكبر منها، حيث تعيش كخادمة تحت رحمة زوجة أبيها وأخواتها غير الشقيقات. يتم إجبار" كات" على العمل كقزم غنائي في "وينتر جاردن سانتا لاند" ورغم الإحباطات التي تواجهها "كات" إلا أن العمل في هذا المكان يملك ميزة وحيدة وهي وجود الشاب "نيك".

عندما يتم دعوة "كات" لحضور حفل الشتاء المرموق في "وينتر جاردن" تحاول زوجة أبيها وأخواتها منعها وإحباط محولاتها للحضور إلى أنها تجد المساعدة من حلفاء آخرين.

سيناريو الفيلم: لي دنلاب.

من إخراج: ميشيل جونستون.

من بطولة: لورا مارانو ، جريج سولكين، إيزابيلا غوميز، يوهانا نيومارش و ليليان دوسيت روش.

Christmas in Rome

تعمل الأمريكية "أنجيلا" كمرشدة سياحية في مدينة روما، ولأنها تعشق عملها تحاول جاهدة إظهار أجمل ما في هذه المدينة أمام الزوار وتريهم ما لا يمكنهم العثور عليه في كتب الأدلة السياحية المتعارف عليها.

ولكن شغفها بعملها هذا يؤدي إلى فصلها من العمل حيث إنه وقبل أيام قليلة من عيد الميلاد، يتم طردها من قِبل رئيسها "توماسو توفينو" لعدم التزامها -ولأكثر من مرة- ببروتوكول المناطق السياحية الساخنة.

في هذا الأثناء يتواجد رجل أعمال يدعى "أوليفر"، يرى أن عيد الميلاد فرصة ذهبية لإنجاز أكبر قدر من المهام والصفقات حيث يكون الجميع في حالة استرخاء ولا يبادرون في عمل أي شي لكنه يتفاجأ بجمال مدينة روما لتعمل عنده بعد ذلك "أنجيلا" كمرشدة سياحية.

سيناريو الفيلم: جريج روسن وبراين سوير.

من إخراج: ارني بارباراش.

من بطولة: لاسي شابرت، سام بيج وفرانكو نيرو.

A Christmas Prince: The Royal Baby

إنه وقت الكريسماس في "ألدوفيا" وطفل ملكي قادم لهذه الدنيا، تستعد الملكة "آمبر" والملك "ريتشارد" لقضاء بعض الوقت للاستعداد لوصول مولدوهما الأول، ولكن يتعين عليهم أولًا استضافة الملك "تاي" والملكة "مينغ" من "بينجليا" لتجديد الهدنة المقدّسة المبرمة منذ 600 عام.

ولكن عندما تضرب عاصفة ثلجية عشية عيد الميلاد وتضيع نسخة هذه المعاهدة التي لا تقدر بثمن، يتعرض السلام الوطني للخطر وتلوح في الأفق لعنة قديمة يُخشى حدوثها. ومن أجل سلامة العائلة المالكة والمملكة أجمع يتوجب على الملكة "آمبر" معرفة من هو اللص الذي سرق المعاهدة قبل أن تدق عقارب الساعة في منتصف الليل.

سيناريو الفيلم: كارين شالر.

من إخراج جون شولتز.

من بطولة: روز ماكيفر، بن لامب، أليس كريج، كيفين شين ومومو يونغ.

https://www.allmyfaves.com/egybest  

فيلم The Irishman : أصالة سينمائية افتقدناها طويلًا

ببساطة، فيلم The Irishman هو التجسيد الحقيقي للسينما كما يجب أن تكون. صناعة السينما هي الصناعة التي تُعطيك حالة شعورية جديدة لم تعهدها من قبل، وفي كل فيلم، تتعامل مع حالة مختلفة. في الآونة الأخيرة، باتت الحالات الشعورية المُقدمة على الشاشة ينقصها عنصر ما.. أجل، أجل، أنت تعرفه، لكن لا تريد الاعتراف به. دعني أرفع من عليك الحرج، وأخبرك أنا. هذا العنصر هو: الأصالة.

هذا الفيلم يمتاز بالأصالة. الأصالة تتجسد في الاهتمام بأدق التفاصيل، والعودة إلى زمن كانت فيه السينما تأخذ الصورة الكاملة لها. حيث أن الفئة التي يندرج أسفلها هذا الفيلم (والتي يرى المخرج أنها السينما الفعلية)، لا تتسق مع الفئات الفنية الحديثة. من المعروف عن المخرج قوله: "I don't do genera" – أو: "أنا لا أتبع التصنيفات".

مقال اليوم سوف يكون مراجعة فيلم The Irishman بنفس العناصر المعتادة، لكن مع شيء هام جدًا: الدخول حتى العمق في كلٍ منها، كي نُبرز الأصالة الفنية التي فيها. كفانا تمهيدًا لملحمة اليوم، وهيا نبدأ!

*المراجعة خالية من الحرق*

قصة فيلم The Irishman

قصة فيلم The Irishman تتحدث عن الشخص الذي يطلي المنازل، أو بمعنى أصح: يصبغ المنازل.

طلي المنازل أو صباغتها، عبارة تحمل تورية مهولة جدًا. التورية نقصد بها وجود معنى قريب للجملة، وآخر بعيد لا يُفهم بشكلٍ مباشر. المعنى القريب هو طلي المنازل بالطلاء الطبيعي، والمعنى البعيد هو طليها بالدماء. وتبدأ القصة مع السيد (فرانك شيرين)، المختص بطلي المنازل، وأيضًا القيام بأعمال نجارتها بنفسه.

طلاء المنازل يعني قتل الأشخاص، والقيام بأعمال النجارة يعني التخلص من أداة الجريمة، بدلًا من أن يقوم بها شخص آخر. مما يجعل (فرانك) أداة هامة في إتمام العديد من مهام المافيا، بعيدًا عن أعين الشرطة والجهات الأمنية للبلاد. صيت البطل جعل اسمه يصل إلى مسامع أحد الشخصيات التي ستكون محورية في حياته، السيد (راسل بافالينو). والذي بدوره عرفه على سياسي شهير يُدعى (جيمي هوفا). الآن لدينا ثلاثي يدفع أحداث القصة للأمام، الآن لدينا قصة يا سادة!

نتتبع سويًّا التداخلات الحياتية التي تجمع الثلاث شخصيّات سويًّا، في ظل وجود أجواء متوترة سياسيًّا في البلاد. والتي بدورها ستؤثر على أعمال المافيا مُجملًا. الفيلم يحكي قصة رجل العصابات واسترجاعه لذكرياته وروايتها على لسانه، لن تجد هنا كائنات فضائية، حرب عصابات تُنثر فيها قطرات الدماء دون هدف، أو حتى أكشن من الذي يقدمه (جون ويك) هذه الأيام. هنا نحن أمام السينما، ولا شيء سواها.

انطباع عن القصة

عندما أتحدث عن قصة فيلم فيلم The Irishman الرائع؛ فأنا بالتأكيد أتحدث عن السيناريو. السيناريو هنا مكتوب بطريقة تجعل الفيلم مُقسمًا إلى ثلاث طبقات.

• الطبقة الأولى: تسمح لك بتكوين نظرة عامة عن الشخصيات، وتُعطيك فكرة عن مواضعها في القصة.
• الطبقة الثانية: تُدخلك في مرحلة تشابك خيوط حيَوات تلك الشخصيات، وكيف لها أن تبدأ في التأثير على بعضها البعض بطريقة تدفع القصة للأمام.
• الطبقة الثالثة: تُريك نتيجة أفعال الشخصيات خلال الأحداث. تلك الطبقة تهتم بالتبعات، لا بالمُسببات. لذلك بالنسبة لي، هي الطبقة التي تحوي الهدف الفعلي من الفيلم. هذا الفيلم ليس فيلم قصة وشخصيات وأحداث، هذا الفيلم هو فيلم "فلسفة التبعات". كيف للفعل أن يؤثر في كل شيء من حول فاعله، وكيف لفاعله أن يتأثر مرة أخرى برد الفعل.

الذي ستقوله هنا بالطبع: "أنت مُخطئ يا سامي، طبقات؟ يا راجل، إنها مراحل!". حسنًا، ستكون مُحقًا إذا كان الفيلم يمشي في خط زمني ثابت، لكن هنا تأتي المفاجأة: الفيلم متداخل. لذلك لا يجب أن نقول أنها مراحل، ولا خيوط زمنية، بل هي طبقات. وهذا لكون كل طبقة تحوي أكثر من خط زمني. يمكن أن تجد الطبقة الأولى في الأبطال وهم صغار مرة، وهم كبار مرة أخرى، وحتى وهم عجزة. يمكن أن تُكوِّن نظرة شاملة "جديدة" في كل مرة تشاهد فيها الشخصية وهي في شريحة عمرية مختلفة عن السابق.

لذلك عندما قلت "طبقة"، فأنا بالفعل أقصد طبقة و Layer كاملة تتحدث عن (رؤية الشخصيات) تارة، و(تشابك الشخصيات) تارة، و(تأقلم الشخصيات) تارة. يمكنك أن تلمس تأثير الطبقات الثلاثة على مدار أحداث الفيلم. وصدقني، عندما تشاهد الفيلم بمنظور الطبقات، ستجد أن السيناريو أخذ كل طبقة منهم إلى أقصى درجاتها، وقدمها لك كوجبة دسمة لاذعة المذاق. وفي النهاية لدينا مشهد ختامي واحد قصير، قدر على تكوين تلك الرؤية المزجية بين الطبقات الثلاثة، وفعلًا ستعشق تلك النهاية ذات البُعد الفلسفي، والذي يتسق مع فلسفة الفيلم ككل: فلسفة التبعات.

أقرأ أيضًا: مارتن سكورسيزي يصرح The Irishman لم يكن يصلح كمسلسل تلفزيوني نهائيًا

الشخصيات والبناء في فيلم The Irishman

عندما أتحدث عن شخصيات فيلم The Irishman الجديد، يجب أن أتحدث عن أنها بالفعل مأخوذة عن رواية، والرواية مأخوذة عن الواقع (كما قيل في الرواية)، لذلك عندما قام كاتب السيناريو بصياغة الشخصيات بأسلوبه الخاص، كان لديه مصدران لتكوين رؤية شاملة قبل الكتابة والشروع في البناء. هذا كان تأثيرًا مبهرًا فعلًا، لماذا؟ لكوني رأيت الشخصيات لا تنقصها ناقصة. كل شخصية لها أبعاد بدأت معها بطريقة، وانتهت معها بطريقة أخرى تمامًا.

البناء كان ممتازًا، الدوافع والأفعال وردود الأفعال كلها منطقية وتخضع لعالم المافيا والجريمة في تلك الفترة الزمنية، كما أن مطابقة الشخصيات لتفاصيلها الحقيقية كان مدهشًا. هنا أنا أتحدث بمنظور السيناريو، لا التمثيل. مثلًا شخصية (جيمي هوفا) تفاصيلها الواقعية تُثبت أنه رجل سياسي مُحنك، محبوب من الجميع، لكنه انفعالي بعض الشيء. وهذا ظهر في السيناريو إذا تتبعته جيدًا منذ لحظة ظهوره، وحتى نهاية الفيلم.

التمثيل

حسنًا.. حسنًا.. حسنًا.. فلنأخذ الأمور بروية بداية من هنا.. بداية من هنا، سينتقل فيلم The Irishman إلى مستوى آخر تمامًا!

الفيلم به وجوه كثيرة، أغلبها نحبه بشدة وعاهدناه كثيرًا في صناعة السينما، وأخرى ربما نراها لأول مرة. لكن في الواقع، كان التمثيل احترافيًّا من قبل كل فرد في طاقم التمثيل فعلًا، وهذا حقيقيّ، وأنا لا أبالغ. بالرغم من طول الفيلم (ثلاث ساعات ونصف)، لم أشعر بالملل أبدًا، وذلك يرجع لعنصر التمثيل الذي جعل المشهد يذهب خلف الآخر بسلاسة شديدة، أجل ساعده الإخراج، لكن للتمثيل نصيب الأسد من تلك الكعكة.

هنا لن أتحدث عن أداء (ألباتشينو) المعهود، ولا عن أداء (دينيرو) الذي تعودنا عليه، المميز هنا هو أداء (جو بيشي). هذا الرجل قال أنه اعتزل، وأراد أن يلعب الغولف حتى نهاية عمره. لكنه عاد من أجل هذا الفيلم. في البداية كان مترددًا، لكن عندما أتى اسم (نيتفليكس)، وافق على العودة للساحة. من المعروف أن أفلام العصابات، وخصوصًا تلك التي تعتمد على الأصالة والكلاسيكية في التصوير، إذا لم تمولها شركة كبيرة، سيكون الفيلم عبارة عن لوحة فنية ذات إطار ذهبي، لكنها فارغة تمامًا. ولهذا وافق (جو بيشي) على الانضمام لطاقم العمل، وذلك على لسان المخرج في مقابلته مع (جيمي كيميل).

وبالرغم من مرور كل تلك السنين، أدى (جو بيشي) شخصيته ببراعة شديدة، والكاريزما الطاغية التي افتتح بها دخول الشخصية في الأحداث، جعلتني أعجب بها من الجملة الأولى.

في هذه النقطة يجب أن آتي على ذكر تقنية تصغير السن – De-aging، والتي تعمل على تقليل التجاعيد وعلامات تقدم السن من على الوجوه، كي تبدو أصغر سنًا. وهذا يرجع لكون طاقم العمل طاعنًا في السن بالفعل، بينما جزء لا يستهان به من الفيلم من المفترض أن يكون قد حدث وهم صغار. وهنا أثبتت (نيتفليكس) ولاءها للفيلم وللفكرة، وأنفقت الكثير على الـ CGI الخاص بتلك التقنية، وبالفعل أثبتت نجاحًا باهرًا، وصعدت بالتقنية إلى مستوى آخر تمامًا، وكانت أحد أسباب نجاح الفيلم بدرجة كبيرة.

الإخراج العبقري في فيلم The Irishman

الآن سأتحدث عن أبرز شيء في فيلم The Irishman العزيز: الإخراج!

المخرج هنا هو العبقري (مارتن سكورسيزي)، له أعمال كثيرة سابقة، ربما تعتقد أن أعماله كلها تدور حول العصابات والحقبة الكلاسيكية وما إلى ذلك، لكنه كان مخرج فيلم Hugo الذي يحمل لمسة فنية محببة للجميع، وتعتمد على المرح والكوميديا بدرجة كبيرة. فالذي يجد أنه أخرج هذا، من الصعب أن يصدق أنه أخرج ذاك؛ ولهذا (مارتن) مخرج ممتاز، حيث يعرف كيف يرتدي الحالة الشعورية التي يُريد إيصالها للمشاهد، ويعمل على تحقيقها بكل احترافية ممكنة.

من ضمن فنيّات إخراجية كثيرة، اخترت أبرز واحدة: "هذا الرجل لا يقطع الوجوه كثيرًا".

ربما هذا أفضل شيء ميّز هذا الفيلم، عدم قطع الوجوه يجعل هناك مساحة كبيرة لإدخال عناصر كثيرة في المشهد بجانب الشخصية الرئيسية. ولذلك نجد أغلب المشاهد تحتوي على أكثر من شخص، مما يساعد على زيادة أريحية المُشاهد مع المشهد المعروض. وليس هذا فحسب، إذا كانت لدينا أكثر من شخصية بداخل نفس الإطار، يعمد المخرج إلى استخدام عدد قليل من النقلات القريبة على الوجوه أثناء حديثها، ويحاول بقدر الإمكان تصوير مشهد واسع تظهر فيه كل الشخصيات وهي تتحدث. هذا يميز أسلوب (سكورسيزي) في الإخراج، وهذا ما جعل السيناريو يستطيع استعراض عضلاته أمام الكاميرا، عن طريق استعراض الممثل لتعابير وجهه بالكامل دون قطع.

الموسيقى

أنا أكتب لكم هذا المقال الآن وأنا أستمع إلى أغنية The Five Satins – In the Still of the Night، والتي افتتحت الفيلم بطريقة مميزة، واستمرت خلال الأحداث لتكون أغنية أيقونية له. الأغنية رائعة فعلًا، وتتماشى مع أجواء الفيلم.

لكن في وجهة نظري، أفضل مقطع موسيقي في الفيلم كله كان Jean Wetzel – Le Grisbi (والذي تجدونه بالأعلى). هذا المقطع ينتمي إلى عالم ثلاثية The Godfather بدرجة كبيرة، وخصوصًا من الثانية 00:11. فعلًا الاستماع إليه مثل الاستماع إلى مقطوعة من الجنة، والمشهد الذي عُرضت فيه بالخلفية، كان الرفيق الأمثل لها.

وفي الختام

فيلم The Irishman ليس فيلم الجميع، هذا الفيلم لن يتذوقه إلا بعض الأشخاص فقط. شريحة المشاهدين هذه الأيام تحب أفلام الأكشن التي بها دماء كثيرة ورصاصات أكثر، وتعشق أفلام الأبطال الخارقين الذي يلوحون بقدراتهم في كل مكان. لكن لا، هذا الفيلم يتحدث عن بشر عاديين، يموتون برصاصة واحدة. بشر يقترفون الأخطاء، ويندمون عليها. بشر تستطيع أن تُحللهم، ويمكنك أن تستشف إذا كانوا مذنبين واعترفوا ضمنيًّا، أم مذنبين وكبرياؤهم لا يسمح بالاعتراف. هل الذي بدر منهم مجرد ندم دون اعتراف بالذنب؟ أم ندم ناتج عن اعتراف؟

فيلم عن فلسفة الندم، فيلم عن فلسفة الحياة، وفيلم معه ستفكر كثيرًا، وتندم أكثر. بالتأكيد، فيلم The Irishman هو واحد من أفضل أفلام 2019، إذا لم يكن من أفضل أفلام الألفية الجديدة حصرًا. وأنا شخصيًّا سعيد أنني حيّ في الزمن الذي عُرض فيه، وكان لي شرف كتابة هذه المراجعة عنه، بالرغم من كوني أرى أنها لم تعطه حقه بالكامل.

http://alturl.com/6twtt

فيلم The Irishman أصالة سينمائية افتقدناها طويلًا..

ببساطة، فيلم The Irishman هو التجسيد الحقيقي للسينما كما يجب أن تكون. صناعة السينما هي الصناعة التي تُعطيك حالة شعورية جديدة لم تعهدها من قبل، وفي كل فيلم، تتعامل مع حالة مختلفة. في الآونة الأخيرة، باتت الحالات الشعورية المُقدمة على الشاشة ينقصها عنصر ما.. أجل، أجل، أنت تعرفه، لكن لا تريد الاعتراف به. دعني أرفع من عليك الحرج، وأخبرك أنا. هذا العنصر هو: الأصالة.

هذا الفيلم يمتاز بالأصالة. الأصالة تتجسد في الاهتمام بأدق التفاصيل، والعودة إلى زمن كانت فيه السينما تأخذ الصورة الكاملة لها. حيث أن الفئة التي يندرج أسفلها هذا الفيلم (والتي يرى المخرج أنها السينما الفعلية)، لا تتسق مع الفئات الفنية الحديثة. من المعروف عن المخرج قوله: "I don't do genera" – أو: "أنا لا أتبع التصنيفات".

مقال اليوم سوف يكون مراجعة فيلم The Irishman بنفس العناصر المعتادة، لكن مع شيء هام جدًا: الدخول حتى العمق في كلٍ منها، كي نُبرز الأصالة الفنية التي فيها. كفانا تمهيدًا لملحمة اليوم، وهيا نبدأ!

*المراجعة خالية من الحرق*

قصة فيلم The Irishman

قصة فيلم The Irishman تتحدث عن الشخص الذي يطلي المنازل، أو بمعنى أصح: يصبغ المنازل.

طلي المنازل أو صباغتها، عبارة تحمل تورية مهولة جدًا. التورية نقصد بها وجود معنى قريب للجملة، وآخر بعيد لا يُفهم بشكلٍ مباشر. المعنى القريب هو طلي المنازل بالطلاء الطبيعي، والمعنى البعيد هو طليها بالدماء. وتبدأ القصة مع السيد (فرانك شيرين)، المختص بطلي المنازل، وأيضًا القيام بأعمال نجارتها بنفسه.

طلاء المنازل يعني قتل الأشخاص، والقيام بأعمال النجارة يعني التخلص من أداة الجريمة، بدلًا من أن يقوم بها شخص آخر. مما يجعل (فرانك) أداة هامة في إتمام العديد من مهام المافيا، بعيدًا عن أعين الشرطة والجهات الأمنية للبلاد. صيت البطل جعل اسمه يصل إلى مسامع أحد الشخصيات التي ستكون محورية في حياته، السيد (راسل بافالينو). والذي بدوره عرفه على سياسي شهير يُدعى (جيمي هوفا). الآن لدينا ثلاثي يدفع أحداث القصة للأمام، الآن لدينا قصة يا سادة!

نتتبع سويًّا التداخلات الحياتية التي تجمع الثلاث شخصيّات سويًّا، في ظل وجود أجواء متوترة سياسيًّا في البلاد. والتي بدورها ستؤثر على أعمال المافيا مُجملًا. الفيلم يحكي قصة رجل العصابات واسترجاعه لذكرياته وروايتها على لسانه، لن تجد هنا كائنات فضائية، حرب عصابات تُنثر فيها قطرات الدماء دون هدف، أو حتى أكشن من الذي يقدمه (جون ويك) هذه الأيام. هنا نحن أمام السينما، ولا شيء سواها.

انطباع عن القصة

عندما أتحدث عن قصة فيلم فيلم The Irishman الرائع؛ فأنا بالتأكيد أتحدث عن السيناريو. السيناريو هنا مكتوب بطريقة تجعل الفيلم مُقسمًا إلى ثلاث طبقات.

• الطبقة الأولى: تسمح لك بتكوين نظرة عامة عن الشخصيات، وتُعطيك فكرة عن مواضعها في القصة.
• الطبقة الثانية: تُدخلك في مرحلة تشابك خيوط حيَوات تلك الشخصيات، وكيف لها أن تبدأ في التأثير على بعضها البعض بطريقة تدفع القصة للأمام.
• الطبقة الثالثة: تُريك نتيجة أفعال الشخصيات خلال الأحداث. تلك الطبقة تهتم بالتبعات، لا بالمُسببات. لذلك بالنسبة لي، هي الطبقة التي تحوي الهدف الفعلي من الفيلم. هذا الفيلم ليس فيلم قصة وشخصيات وأحداث، هذا الفيلم هو فيلم "فلسفة التبعات". كيف للفعل أن يؤثر في كل شيء من حول فاعله، وكيف لفاعله أن يتأثر مرة أخرى برد الفعل.

الذي ستقوله هنا بالطبع: "أنت مُخطئ يا سامي، طبقات؟ يا راجل، إنها مراحل!". حسنًا، ستكون مُحقًا إذا كان الفيلم يمشي في خط زمني ثابت، لكن هنا تأتي المفاجأة: الفيلم متداخل. لذلك لا يجب أن نقول أنها مراحل، ولا خيوط زمنية، بل هي طبقات. وهذا لكون كل طبقة تحوي أكثر من خط زمني. يمكن أن تجد الطبقة الأولى في الأبطال وهم صغار مرة، وهم كبار مرة أخرى، وحتى وهم عجزة. يمكن أن تُكوِّن نظرة شاملة "جديدة" في كل مرة تشاهد فيها الشخصية وهي في شريحة عمرية مختلفة عن السابق.

لذلك عندما قلت "طبقة"، فأنا بالفعل أقصد طبقة و Layer كاملة تتحدث عن (رؤية الشخصيات) تارة، و(تشابك الشخصيات) تارة، و(تأقلم الشخصيات) تارة. يمكنك أن تلمس تأثير الطبقات الثلاثة على مدار أحداث الفيلم. وصدقني، عندما تشاهد الفيلم بمنظور الطبقات، ستجد أن السيناريو أخذ كل طبقة منهم إلى أقصى درجاتها، وقدمها لك كوجبة دسمة لاذعة المذاق. وفي النهاية لدينا مشهد ختامي واحد قصير، قدر على تكوين تلك الرؤية المزجية بين الطبقات الثلاثة، وفعلًا ستعشق تلك النهاية ذات البُعد الفلسفي، والذي يتسق مع فلسفة الفيلم ككل: فلسفة التبعات.

أقرأ أيضًا: مارتن سكورسيزي يصرح The Irishman لم يكن يصلح كمسلسل تلفزيوني نهائيًا

الشخصيات والبناء في فيلم The Irishman

عندما أتحدث عن شخصيات فيلم The Irishman الجديد، يجب أن أتحدث عن أنها بالفعل مأخوذة عن رواية، والرواية مأخوذة عن الواقع (كما قيل في الرواية)، لذلك عندما قام كاتب السيناريو بصياغة الشخصيات بأسلوبه الخاص، كان لديه مصدران لتكوين رؤية شاملة قبل الكتابة والشروع في البناء. هذا كان تأثيرًا مبهرًا فعلًا، لماذا؟ لكوني رأيت الشخصيات لا تنقصها ناقصة. كل شخصية لها أبعاد بدأت معها بطريقة، وانتهت معها بطريقة أخرى تمامًا.

البناء كان ممتازًا، الدوافع والأفعال وردود الأفعال كلها منطقية وتخضع لعالم المافيا والجريمة في تلك الفترة الزمنية، كما أن مطابقة الشخصيات لتفاصيلها الحقيقية كان مدهشًا. هنا أنا أتحدث بمنظور السيناريو، لا التمثيل. مثلًا شخصية (جيمي هوفا) تفاصيلها الواقعية تُثبت أنه رجل سياسي مُحنك، محبوب من الجميع، لكنه انفعالي بعض الشيء. وهذا ظهر في السيناريو إذا تتبعته جيدًا منذ لحظة ظهوره، وحتى نهاية الفيلم.

التمثيل

حسنًا.. حسنًا.. حسنًا.. فلنأخذ الأمور بروية بداية من هنا.. بداية من هنا، سينتقل فيلم The Irishman إلى مستوى آخر تمامًا!

الفيلم به وجوه كثيرة، أغلبها نحبه بشدة وعاهدناه كثيرًا في صناعة السينما، وأخرى ربما نراها لأول مرة. لكن في الواقع، كان التمثيل احترافيًّا من قبل كل فرد في طاقم التمثيل فعلًا، وهذا حقيقيّ، وأنا لا أبالغ. بالرغم من طول الفيلم (ثلاث ساعات ونصف)، لم أشعر بالملل أبدًا، وذلك يرجع لعنصر التمثيل الذي جعل المشهد يذهب خلف الآخر بسلاسة شديدة، أجل ساعده الإخراج، لكن للتمثيل نصيب الأسد من تلك الكعكة.

هنا لن أتحدث عن أداء (ألباتشينو) المعهود، ولا عن أداء (دينيرو) الذي تعودنا عليه، المميز هنا هو أداء (جو بيشي). هذا الرجل قال أنه اعتزل، وأراد أن يلعب الغولف حتى نهاية عمره. لكنه عاد من أجل هذا الفيلم. في البداية كان مترددًا، لكن عندما أتى اسم (نيتفليكس)، وافق على العودة للساحة. من المعروف أن أفلام العصابات، وخصوصًا تلك التي تعتمد على الأصالة والكلاسيكية في التصوير، إذا لم تمولها شركة كبيرة، سيكون الفيلم عبارة عن لوحة فنية ذات إطار ذهبي، لكنها فارغة تمامًا. ولهذا وافق (جو بيشي) على الانضمام لطاقم العمل، وذلك على لسان المخرج في مقابلته مع (جيمي كيميل).

وبالرغم من مرور كل تلك السنين، أدى (جو بيشي) شخصيته ببراعة شديدة، والكاريزما الطاغية التي افتتح بها دخول الشخصية في الأحداث، جعلتني أعجب بها من الجملة الأولى.

في هذه النقطة يجب أن آتي على ذكر تقنية تصغير السن – De-aging، والتي تعمل على تقليل التجاعيد وعلامات تقدم السن من على الوجوه، كي تبدو أصغر سنًا. وهذا يرجع لكون طاقم العمل طاعنًا في السن بالفعل، بينما جزء لا يستهان به من الفيلم من المفترض أن يكون قد حدث وهم صغار. وهنا أثبتت (نيتفليكس) ولاءها للفيلم وللفكرة، وأنفقت الكثير على الـ CGI الخاص بتلك التقنية، وبالفعل أثبتت نجاحًا باهرًا، وصعدت بالتقنية إلى مستوى آخر تمامًا، وكانت أحد أسباب نجاح الفيلم بدرجة كبيرة.

الإخراج العبقري في فيلم The Irishman

الآن سأتحدث عن أبرز شيء في فيلم The Irishman العزيز: الإخراج!

المخرج هنا هو العبقري (مارتن سكورسيزي)، له أعمال كثيرة سابقة، ربما تعتقد أن أعماله كلها تدور حول العصابات والحقبة الكلاسيكية وما إلى ذلك، لكنه كان مخرج فيلم Hugo الذي يحمل لمسة فنية محببة للجميع، وتعتمد على المرح والكوميديا بدرجة كبيرة. فالذي يجد أنه أخرج هذا، من الصعب أن يصدق أنه أخرج ذاك؛ ولهذا (مارتن) مخرج ممتاز، حيث يعرف كيف يرتدي الحالة الشعورية التي يُريد إيصالها للمشاهد، ويعمل على تحقيقها بكل احترافية ممكنة.

من ضمن فنيّات إخراجية كثيرة، اخترت أبرز واحدة: "هذا الرجل لا يقطع الوجوه كثيرًا".

ربما هذا أفضل شيء ميّز هذا الفيلم، عدم قطع الوجوه يجعل هناك مساحة كبيرة لإدخال عناصر كثيرة في المشهد بجانب الشخصية الرئيسية. ولذلك نجد أغلب المشاهد تحتوي على أكثر من شخص، مما يساعد على زيادة أريحية المُشاهد مع المشهد المعروض. وليس هذا فحسب، إذا كانت لدينا أكثر من شخصية بداخل نفس الإطار، يعمد المخرج إلى استخدام عدد قليل من النقلات القريبة على الوجوه أثناء حديثها، ويحاول بقدر الإمكان تصوير مشهد واسع تظهر فيه كل الشخصيات وهي تتحدث. هذا يميز أسلوب (سكورسيزي) في الإخراج، وهذا ما جعل السيناريو يستطيع استعراض عضلاته أمام الكاميرا، عن طريق استعراض الممثل لتعابير وجهه بالكامل دون قطع.

الموسيقى

أنا أكتب لكم هذا المقال الآن وأنا أستمع إلى أغنية The Five Satins – In the Still of the Night، والتي افتتحت الفيلم بطريقة مميزة، واستمرت خلال الأحداث لتكون أغنية أيقونية له. الأغنية رائعة فعلًا، وتتماشى مع أجواء الفيلم.

لكن في وجهة نظري، أفضل مقطع موسيقي في الفيلم كله كان Jean Wetzel – Le Grisbi (والذي تجدونه بالأعلى). هذا المقطع ينتمي إلى عالم ثلاثية The Godfather بدرجة كبيرة، وخصوصًا من الثانية 00:11. فعلًا الاستماع إليه مثل الاستماع إلى مقطوعة من الجنة، والمشهد الذي عُرضت فيه بالخلفية، كان الرفيق الأمثل لها.

وفي الختام

فيلم The Irishman ليس فيلم الجميع، هذا الفيلم لن يتذوقه إلا بعض الأشخاص فقط. شريحة المشاهدين هذه الأيام تحب أفلام الأكشن التي بها دماء كثيرة ورصاصات أكثر، وتعشق أفلام الأبطال الخارقين الذي يلوحون بقدراتهم في كل مكان. لكن لا، هذا الفيلم يتحدث عن بشر عاديين، يموتون برصاصة واحدة. بشر يقترفون الأخطاء، ويندمون عليها. بشر تستطيع أن تُحللهم، ويمكنك أن تستشف إذا كانوا مذنبين واعترفوا ضمنيًّا، أم مذنبين وكبرياؤهم لا يسمح بالاعتراف. هل الذي بدر منهم مجرد ندم دون اعتراف بالذنب؟ أم ندم ناتج عن اعتراف؟

فيلم عن فلسفة الندم، فيلم عن فلسفة الحياة، وفيلم معه ستفكر كثيرًا، وتندم أكثر. بالتأكيد، فيلم The Irishman هو واحد من أفضل أفلام 2019، إذا لم يكن من أفضل أفلام الألفية الجديدة حصرًا. وأنا شخصيًّا سعيد أنني حيّ في الزمن الذي عُرض فيه، وكان لي شرف كتابة هذه المراجعة عنه، بالرغم من كوني أرى أنها لم تعطه حقه بالكامل.

http://shorl.com/mubodolohisi

فيلم The Irishman أصالة سينمائية افتقدناها طويلًا..

ببساطة، فيلم The Irishman هو التجسيد الحقيقي للسينما كما يجب أن تكون. صناعة السينما هي الصناعة التي تُعطيك حالة شعورية جديدة لم تعهدها من قبل، وفي كل فيلم، تتعامل مع حالة مختلفة. في الآونة الأخيرة، باتت الحالات الشعورية المُقدمة على الشاشة ينقصها عنصر ما.. أجل، أجل، أنت تعرفه، لكن لا تريد الاعتراف به. دعني أرفع من عليك الحرج، وأخبرك أنا. هذا العنصر هو: الأصالة.

هذا الفيلم يمتاز بالأصالة. الأصالة تتجسد في الاهتمام بأدق التفاصيل، والعودة إلى زمن كانت فيه السينما تأخذ الصورة الكاملة لها. حيث أن الفئة التي يندرج أسفلها هذا الفيلم (والتي يرى المخرج أنها السينما الفعلية)، لا تتسق مع الفئات الفنية الحديثة. من المعروف عن المخرج قوله: "I don't do genera" – أو: "أنا لا أتبع التصنيفات".

مقال اليوم سوف يكون مراجعة فيلم The Irishman بنفس العناصر المعتادة، لكن مع شيء هام جدًا: الدخول حتى العمق في كلٍ منها، كي نُبرز الأصالة الفنية التي فيها. كفانا تمهيدًا لملحمة اليوم، وهيا نبدأ!

*المراجعة خالية من الحرق*

قصة فيلم The Irishman

قصة فيلم The Irishman تتحدث عن الشخص الذي يطلي المنازل، أو بمعنى أصح: يصبغ المنازل.

طلي المنازل أو صباغتها، عبارة تحمل تورية مهولة جدًا. التورية نقصد بها وجود معنى قريب للجملة، وآخر بعيد لا يُفهم بشكلٍ مباشر. المعنى القريب هو طلي المنازل بالطلاء الطبيعي، والمعنى البعيد هو طليها بالدماء. وتبدأ القصة مع السيد (فرانك شيرين)، المختص بطلي المنازل، وأيضًا القيام بأعمال نجارتها بنفسه.

طلاء المنازل يعني قتل الأشخاص، والقيام بأعمال النجارة يعني التخلص من أداة الجريمة، بدلًا من أن يقوم بها شخص آخر. مما يجعل (فرانك) أداة هامة في إتمام العديد من مهام المافيا، بعيدًا عن أعين الشرطة والجهات الأمنية للبلاد. صيت البطل جعل اسمه يصل إلى مسامع أحد الشخصيات التي ستكون محورية في حياته، السيد (راسل بافالينو). والذي بدوره عرفه على سياسي شهير يُدعى (جيمي هوفا). الآن لدينا ثلاثي يدفع أحداث القصة للأمام، الآن لدينا قصة يا سادة!

نتتبع سويًّا التداخلات الحياتية التي تجمع الثلاث شخصيّات سويًّا، في ظل وجود أجواء متوترة سياسيًّا في البلاد. والتي بدورها ستؤثر على أعمال المافيا مُجملًا. الفيلم يحكي قصة رجل العصابات واسترجاعه لذكرياته وروايتها على لسانه، لن تجد هنا كائنات فضائية، حرب عصابات تُنثر فيها قطرات الدماء دون هدف، أو حتى أكشن من الذي يقدمه (جون ويك) هذه الأيام. هنا نحن أمام السينما، ولا شيء سواها.

انطباع عن القصة

عندما أتحدث عن قصة فيلم فيلم The Irishman الرائع؛ فأنا بالتأكيد أتحدث عن السيناريو. السيناريو هنا مكتوب بطريقة تجعل الفيلم مُقسمًا إلى ثلاث طبقات.

• الطبقة الأولى: تسمح لك بتكوين نظرة عامة عن الشخصيات، وتُعطيك فكرة عن مواضعها في القصة.
• الطبقة الثانية: تُدخلك في مرحلة تشابك خيوط حيَوات تلك الشخصيات، وكيف لها أن تبدأ في التأثير على بعضها البعض بطريقة تدفع القصة للأمام.
• الطبقة الثالثة: تُريك نتيجة أفعال الشخصيات خلال الأحداث. تلك الطبقة تهتم بالتبعات، لا بالمُسببات. لذلك بالنسبة لي، هي الطبقة التي تحوي الهدف الفعلي من الفيلم. هذا الفيلم ليس فيلم قصة وشخصيات وأحداث، هذا الفيلم هو فيلم "فلسفة التبعات". كيف للفعل أن يؤثر في كل شيء من حول فاعله، وكيف لفاعله أن يتأثر مرة أخرى برد الفعل.

الذي ستقوله هنا بالطبع: "أنت مُخطئ يا سامي، طبقات؟ يا راجل، إنها مراحل!". حسنًا، ستكون مُحقًا إذا كان الفيلم يمشي في خط زمني ثابت، لكن هنا تأتي المفاجأة: الفيلم متداخل. لذلك لا يجب أن نقول أنها مراحل، ولا خيوط زمنية، بل هي طبقات. وهذا لكون كل طبقة تحوي أكثر من خط زمني. يمكن أن تجد الطبقة الأولى في الأبطال وهم صغار مرة، وهم كبار مرة أخرى، وحتى وهم عجزة. يمكن أن تُكوِّن نظرة شاملة "جديدة" في كل مرة تشاهد فيها الشخصية وهي في شريحة عمرية مختلفة عن السابق.

لذلك عندما قلت "طبقة"، فأنا بالفعل أقصد طبقة و Layer كاملة تتحدث عن (رؤية الشخصيات) تارة، و(تشابك الشخصيات) تارة، و(تأقلم الشخصيات) تارة. يمكنك أن تلمس تأثير الطبقات الثلاثة على مدار أحداث الفيلم. وصدقني، عندما تشاهد الفيلم بمنظور الطبقات، ستجد أن السيناريو أخذ كل طبقة منهم إلى أقصى درجاتها، وقدمها لك كوجبة دسمة لاذعة المذاق. وفي النهاية لدينا مشهد ختامي واحد قصير، قدر على تكوين تلك الرؤية المزجية بين الطبقات الثلاثة، وفعلًا ستعشق تلك النهاية ذات البُعد الفلسفي، والذي يتسق مع فلسفة الفيلم ككل: فلسفة التبعات.

أقرأ أيضًا: مارتن سكورسيزي يصرح The Irishman لم يكن يصلح كمسلسل تلفزيوني نهائيًا

الشخصيات والبناء في فيلم The Irishman

عندما أتحدث عن شخصيات فيلم The Irishman الجديد، يجب أن أتحدث عن أنها بالفعل مأخوذة عن رواية، والرواية مأخوذة عن الواقع (كما قيل في الرواية)، لذلك عندما قام كاتب السيناريو بصياغة الشخصيات بأسلوبه الخاص، كان لديه مصدران لتكوين رؤية شاملة قبل الكتابة والشروع في البناء. هذا كان تأثيرًا مبهرًا فعلًا، لماذا؟ لكوني رأيت الشخصيات لا تنقصها ناقصة. كل شخصية لها أبعاد بدأت معها بطريقة، وانتهت معها بطريقة أخرى تمامًا.

البناء كان ممتازًا، الدوافع والأفعال وردود الأفعال كلها منطقية وتخضع لعالم المافيا والجريمة في تلك الفترة الزمنية، كما أن مطابقة الشخصيات لتفاصيلها الحقيقية كان مدهشًا. هنا أنا أتحدث بمنظور السيناريو، لا التمثيل. مثلًا شخصية (جيمي هوفا) تفاصيلها الواقعية تُثبت أنه رجل سياسي مُحنك، محبوب من الجميع، لكنه انفعالي بعض الشيء. وهذا ظهر في السيناريو إذا تتبعته جيدًا منذ لحظة ظهوره، وحتى نهاية الفيلم.

التمثيل

حسنًا.. حسنًا.. حسنًا.. فلنأخذ الأمور بروية بداية من هنا.. بداية من هنا، سينتقل فيلم The Irishman إلى مستوى آخر تمامًا!

الفيلم به وجوه كثيرة، أغلبها نحبه بشدة وعاهدناه كثيرًا في صناعة السينما، وأخرى ربما نراها لأول مرة. لكن في الواقع، كان التمثيل احترافيًّا من قبل كل فرد في طاقم التمثيل فعلًا، وهذا حقيقيّ، وأنا لا أبالغ. بالرغم من طول الفيلم (ثلاث ساعات ونصف)، لم أشعر بالملل أبدًا، وذلك يرجع لعنصر التمثيل الذي جعل المشهد يذهب خلف الآخر بسلاسة شديدة، أجل ساعده الإخراج، لكن للتمثيل نصيب الأسد من تلك الكعكة.

هنا لن أتحدث عن أداء (ألباتشينو) المعهود، ولا عن أداء (دينيرو) الذي تعودنا عليه، المميز هنا هو أداء (جو بيشي). هذا الرجل قال أنه اعتزل، وأراد أن يلعب الغولف حتى نهاية عمره. لكنه عاد من أجل هذا الفيلم. في البداية كان مترددًا، لكن عندما أتى اسم (نيتفليكس)، وافق على العودة للساحة. من المعروف أن أفلام العصابات، وخصوصًا تلك التي تعتمد على الأصالة والكلاسيكية في التصوير، إذا لم تمولها شركة كبيرة، سيكون الفيلم عبارة عن لوحة فنية ذات إطار ذهبي، لكنها فارغة تمامًا. ولهذا وافق (جو بيشي) على الانضمام لطاقم العمل، وذلك على لسان المخرج في مقابلته مع (جيمي كيميل).

وبالرغم من مرور كل تلك السنين، أدى (جو بيشي) شخصيته ببراعة شديدة، والكاريزما الطاغية التي افتتح بها دخول الشخصية في الأحداث، جعلتني أعجب بها من الجملة الأولى.

في هذه النقطة يجب أن آتي على ذكر تقنية تصغير السن – De-aging، والتي تعمل على تقليل التجاعيد وعلامات تقدم السن من على الوجوه، كي تبدو أصغر سنًا. وهذا يرجع لكون طاقم العمل طاعنًا في السن بالفعل، بينما جزء لا يستهان به من الفيلم من المفترض أن يكون قد حدث وهم صغار. وهنا أثبتت (نيتفليكس) ولاءها للفيلم وللفكرة، وأنفقت الكثير على الـ CGI الخاص بتلك التقنية، وبالفعل أثبتت نجاحًا باهرًا، وصعدت بالتقنية إلى مستوى آخر تمامًا، وكانت أحد أسباب نجاح الفيلم بدرجة كبيرة.

الإخراج العبقري في فيلم The Irishman

الآن سأتحدث عن أبرز شيء في فيلم The Irishman العزيز: الإخراج!

المخرج هنا هو العبقري (مارتن سكورسيزي)، له أعمال كثيرة سابقة، ربما تعتقد أن أعماله كلها تدور حول العصابات والحقبة الكلاسيكية وما إلى ذلك، لكنه كان مخرج فيلم Hugo الذي يحمل لمسة فنية محببة للجميع، وتعتمد على المرح والكوميديا بدرجة كبيرة. فالذي يجد أنه أخرج هذا، من الصعب أن يصدق أنه أخرج ذاك؛ ولهذا (مارتن) مخرج ممتاز، حيث يعرف كيف يرتدي الحالة الشعورية التي يُريد إيصالها للمشاهد، ويعمل على تحقيقها بكل احترافية ممكنة.

من ضمن فنيّات إخراجية كثيرة، اخترت أبرز واحدة: "هذا الرجل لا يقطع الوجوه كثيرًا".

ربما هذا أفضل شيء ميّز هذا الفيلم، عدم قطع الوجوه يجعل هناك مساحة كبيرة لإدخال عناصر كثيرة في المشهد بجانب الشخصية الرئيسية. ولذلك نجد أغلب المشاهد تحتوي على أكثر من شخص، مما يساعد على زيادة أريحية المُشاهد مع المشهد المعروض. وليس هذا فحسب، إذا كانت لدينا أكثر من شخصية بداخل نفس الإطار، يعمد المخرج إلى استخدام عدد قليل من النقلات القريبة على الوجوه أثناء حديثها، ويحاول بقدر الإمكان تصوير مشهد واسع تظهر فيه كل الشخصيات وهي تتحدث. هذا يميز أسلوب (سكورسيزي) في الإخراج، وهذا ما جعل السيناريو يستطيع استعراض عضلاته أمام الكاميرا، عن طريق استعراض الممثل لتعابير وجهه بالكامل دون قطع.

الموسيقى

أنا أكتب لكم هذا المقال الآن وأنا أستمع إلى أغنية The Five Satins – In the Still of the Night، والتي افتتحت الفيلم بطريقة مميزة، واستمرت خلال الأحداث لتكون أغنية أيقونية له. الأغنية رائعة فعلًا، وتتماشى مع أجواء الفيلم.

لكن في وجهة نظري، أفضل مقطع موسيقي في الفيلم كله كان Jean Wetzel – Le Grisbi (والذي تجدونه بالأعلى). هذا المقطع ينتمي إلى عالم ثلاثية The Godfather بدرجة كبيرة، وخصوصًا من الثانية 00:11. فعلًا الاستماع إليه مثل الاستماع إلى مقطوعة من الجنة، والمشهد الذي عُرضت فيه بالخلفية، كان الرفيق الأمثل لها.

وفي الختام

فيلم The Irishman ليس فيلم الجميع، هذا الفيلم لن يتذوقه إلا بعض الأشخاص فقط. شريحة المشاهدين هذه الأيام تحب أفلام الأكشن التي بها دماء كثيرة ورصاصات أكثر، وتعشق أفلام الأبطال الخارقين الذي يلوحون بقدراتهم في كل مكان. لكن لا، هذا الفيلم يتحدث عن بشر عاديين، يموتون برصاصة واحدة. بشر يقترفون الأخطاء، ويندمون عليها. بشر تستطيع أن تُحللهم، ويمكنك أن تستشف إذا كانوا مذنبين واعترفوا ضمنيًّا، أم مذنبين وكبرياؤهم لا يسمح بالاعتراف. هل الذي بدر منهم مجرد ندم دون اعتراف بالذنب؟ أم ندم ناتج عن اعتراف؟

فيلم عن فلسفة الندم، فيلم عن فلسفة الحياة، وفيلم معه ستفكر كثيرًا، وتندم أكثر. بالتأكيد، فيلم The Irishman هو واحد من أفضل أفلام 2019، إذا لم يكن من أفضل أفلام الألفية الجديدة حصرًا. وأنا شخصيًّا سعيد أنني حيّ في الزمن الذي عُرض فيه، وكان لي شرف كتابة هذه المراجعة عنه، بالرغم من كوني أرى أنها لم تعطه حقه بالكامل.

http://shorl.com/mubodolohisi

http://alturl.com/6twtt

اراء عن أفضل أفلام 2019 من موقع أراجيك

أتعتقد أنها قائمة معتادة عن أفضل فيلم في 2019..؟ مهلًا، لا تتعجل.

في ديسمبر من كل عام، لا نقدم لكم فقط مقالات حصاد العام من أفضل أفلام ومسلسلات وأعمال فنية بالمُجمل، بل أيضًا نسعى للدخول حتى العمق. ولذلك نقوم في نهاية كل عام بعمل منشور رسمي على صفحة أراجيك  على فيسبوك، ونسأل عن فيلمكم المفضل للعام.

أفلام هذا المقال ليست من انتقاء الكاتب، بل هي من انتقاء الشباب العربي المتابع لأراجيك فن. إجاباتكم على المنشور الذي طرحناه على فيسبوك، هي التي ستُشكل المسار الذي سيأخذه هذا المقال. اليوم يا رفاق نقدم لكم أفضل أفلام 2019 من وجهة نظر متابعينا الأعزاء. والآن، هيا بنا نبدأ القائمة!

فيلم The Irishman

إنه الفيلم الأول معنا في قائمة أفضل فيلم في 2019 من اختياركم، ولما لا وهو الفيلم الذي صدر في أواخر العام، وحقق دويًّا غير طبيعي على كل منصات التواصل الاجتماعي. ولما لا أيضًا ولدينا المخرج العبقري (مارتن سكوريسزي)، وتمويل (نيتفليكس)، وكذلك تمثيل عمالقة مثل (ألباتشينو) و (دينيرو) و (جو بيشي).

يتحدث الفيلم عن قصة قاتل مأجور يقفز من خانة القاتل العادي، إلى رجل المافيا شديد البأس. وخلال الفيلم نتتبع رحلته خلال مجموعة من القفزات التي ستُشكل حياته مستقبلًا، وتُغذي الفيلم: "فلسفة التبعات".

فيلم Joker

إنه الفيلم الذي راهنت عليه DC، وبالفعل كسبت الرهان.

استحق هذا الفيلم وجوده في قائمة أفضل فيلم في 2019 من اختياركم، لماذا؟ ببساطة لكونه فيلم الأبطال الخارقين، الذي لا يحوي أبطالًا خارقين من الأساس!

فيلم Joker هو فيلم يتحدث عن شخصية (آرثر فليك)، ذلك الشخص الذي داس عليه المجتمع واستحقره أيّما استحقار. مدينة غوثام أصبح القيح يخرج من بين جروحها تدريجيًّا، وباتت المدينة فعلًا على شفير الهاوية. وفي ظل تلك الظروف، يحاول البطل أن يعمل كمهرج، ويرسم البهجة على وجوه الجميع.

لكن ما الذي يحدث عندما لا يعترف أحد بمجهودك؟ بل ويتنمر عليك بكل طريقة ممكنة؟ وقتها تولد شخصية أخرى، شخصية تريد إحداث الفوضى للشعور بقوّة الوجود، وهنا وُلدت شخصية الجوكر التي بُني عليها الفيلم.

فيلم Avengers: Endgame

هذا الفيلم هو ختام مرحلة في عالم مارفيل السينمائي، لتبدأ المرحلة التالية بعده بأبطال جُدد، ووجوه من شأنها أن تحاول مُجاراة عظمة وقوّة المرحلة التي مضت.

هذا الفيلم هو الثالث في قائمة أفضل فيلم في 2019 من اختياركم، وكان ليكون الأول، لولا دخول (واكين فينيكس) وجوكره العنيد، ووجود (سكورسيزي) والآيلرندي خاصته.

يتحدث الفيلم ما بعد الحادثة، حيث في فيلم Infinity War، فاز (ثانوس) وقضي على نصف الكائنات الحيّة في الكون كله، بما فيهم نصف البشر على كوكب الأرض. هنا يحاول من تبقوا من فريق المنتقمين، أن يُعيدوا الأوضاع كما كانت. كيف؟ هذا ستكتشفوه عند مشاهدة الفيلم.

أقرأ أيضًا: أفلام ودراما Netflix وAmazon وHulu وHBO وShowtime .. إليكم الاختلافات بينهم

فيلم You Will Die at 20

أجل، هذه القائمة لن تكون مقتصرة على الأفلام الأمريكية فحسب، لدينا هنا فيلم سوداني، وفي مصلقه الرسمي يوجد العنوان بالعربية الفُصحى المفضلة إلينا جميعًا.

وكالعادة، لن يستحق الفيلم منصبه في هذه القائمة، إلا وكان يتحدث عن شيء هام ومحوري في العالم المُعاصر. تتمحور القصة حول الفتى الصغير (مُزمِّل)، وهو طفل سوداني بمجرد أن وُلد، قال أحد كِبار القرية الذين يتمسون بالبركات الدينية، أن هذا الفتى سوف يموت في سن الـ 20. وبناءً عليه، ترك الوالد عائلته هربًا من وصم الناس له والتصاق لعنة الموت به؛ فربته الأم وحيدة. لكن هذا حتى أتم الفتى عامه الـ 19، وهنا بدأت حياته في الاختلاف جذريًّا.

فيلم El Camino

هذا ربما ليس أفضل فيلم في 2019 لدينا اليوم، لكنه بالفعل واحد منهم.

هذا الفيلم بالرغم من كونه ليس فيلمًا قائمًا بذاته، إلا أنه حقق صدى وشهرة واسعة بين الناس. الفيلم منتمي لعالم مسلسل Breaking Bad الذي أسرنا بداخله لمدة 5 مواسم كاملة، وسحرنا في كل حلقة بشكلٍ أقوى من التي سبقتها بمراحل.

هذا الفيلم يُكمل من مكان ما انتهى المسلسل. هنا نتتبع رحلة (جيسي) بعد أن هرب من المكان الذي كان يحتجزه فيه (تود) وعائلته، وذلك بعد أن حرره (والتر). هل سينجو (جيسي)؟ أم للشرطة التي هرعت هناك فورًا، رأي آخر؟ هذا ما ستعرفوه عند مشاهدة هذا الفيلم النوستاليجي الرائع.

فيلم Once Upon a Time … in Hollywood

هذا الفيلم أتذكر شخصيًّا الضجة التي صنعها بمجرد نشر الملصق الرسمي له فقط. هذا الفيلم يُمثل العودة الفعلية لـ (تارنتيو) بعد طول غياب. من المعروف عن المخرج عشقه للدماء، وللأقدام. وحسنًا، هذا الفيلم مليء بالأقدام فعلًا.

يتحدث هذا الفيلم السينمائي، عن السينما ذاتها. حيث تتمحور القصة حول ممثل قرر الزمن أن يُخفي اسمه عن الأضواء؛ فيُقرر مع دوبليره أن يشرعا في بدء رحلة البحث عن المجد مرة أخرى. وذلك عبر الدخول في صناعة السينما، وعلى الأخص بالسنوات الأخيرة من عصر هوليوود الذهبي، وعلى وجه التحديد في عام 1969، وذلك في رحاب مدينة لوس أنجلوس، أرض الأحلام!

فيلم Gemini Man

حسنًا، ربما تتعجب، لكنه بالفعل كان واحدًا من الأفلام التي اخترمتوها بأنفسكم بمنشور أفضل فيلم في 2019 على فيس بوك. أجل البطل هنا هو (ويل سميث)، في الواقع أنا عن نفسي (كأحمد سامي)، لا أحب تمثيله، ولديه أفلام كثيرة سيئة بالأعوام الأخيرة. لكن يبدو أنه غيّر تلك الصورة المزرية هذا العام، وقدم فيلمًا جيدًا فعلًا.

يتحدث الفيلم عن قاتل مأجور شهير، لكنه أخيرًا قرر التقاعد. وبينما يحاول التعايش مع الوضع الجديد، يكتشف أنه مُلاحق من قبل قاتل آخر يستطيع التنبؤ بكل خطوة يقوم بها. ليتضح أنه مُلاحق من قبل نسخته الأصغر سنًا. من صنع النسخة؟ وكيف؟ ولماذا؟ كلها أسئلة ستعرف إجابتها عند مشاهدة الفيلم.

فيلم The King

في الواقع، أرى أن هذا الفيلم هو قنبلة عام 2019. هنا لدينا الممثل الشاب (تيموثي شالاميت) في دور البطولة. هذا الممثل قام بدور أيقوني في فيلم Call Me by Your Name، وأصبح أي شخص ينظر له، يؤمن أنه تمت قولبته في الأدوار الاجتماعية والتي تدور في حيّز العلاقات البشرية المتحضرة فقط. لكن هنا الوضع مختلف، ومختلف بشدة.

الفيلم يتحدث عن الملك الشاب، (هينري الخامس)، الذي فجأة توفى والده، وبات هو يمسك بزمام الأمور. بعد أن كان مجرد أمير يحتمي في ظل أبيه، الآن هو ملك، وعليه أن يتعامل مع الماليات والجنود وحياة رعيّته كلهم، بجانب اهتمامه بالحرب التي تركها والده غير منتهية، وكذلك أن يتحمل آلام وذكريات الماضي كي لا تؤثر على حكمه. فكيف سيتصرف يا تُرى؟

وفي الختام

هل تجد الإجابات مقنعة؟ أم أن هناك أفلام أخرى تراها أفضل من التي تحدثنا عنها اليوم؟ شاركنا برأيك في التعليقات!

المقال الاصلي على موقع اراجيك

لمشاهدة احدث الافلام على موقع ايجي بست ممكن تدخل على اى من الروابط التالية 

https://is.gd/GjBFVS
https://pnut.co/5Vvt